-A +A
حامد عباس
لو كان الأمر بيدي لأصدرت قرارا ملزما أن يكون يوم الأحد 26/10/1432هـ الموافق 24/10/2011م يوما للمرأة تحتفل به كل عام (ليس مهما حسب التاريخ الهجري أو الميلادي. وإن كنت أعتقد أن القرار يستاهل أن تحتفل به المرأة مرتين وأكثر في العام). خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بهذا القرار الأهم وفي يوم الوطن: أعاد للمرأة اعتبارها بعد جور الذكور لقرون من التخلف والقسوة في المعاملة وكأنها مجرد وجود بلا قيمة مادية أو معنوية وربما لولا أنها موطىء للشهوة والخدمة لقضوا عليها وتخلصوا منها ؟!. هذا القرار المصيري جعل كل ما دار ويدور حول المرأة من لغو وكتابات ومناكفات وقيادة المرأة للسيارة تقود أو لا تقود ومكانها في المجتمع: جوار أو خلف الرجل، والوكيل، والكفيل، والولي، والإرث وتعنت الذكور فيه، والعادات القبلية وكثير من العقبات التي أتقن الجنس المسيطر ابتكارها وتنفيذها بالقوة الجبرية دون استناد على عقيدة أو نظام وغيرها مما اعتبره من الأحداث الهامشية والتهميش لتحقير الجنس اللطيف لا أكثر، والتي لا تستاهل وقوفا عندها لأن المرأة نفسها اكتسبت حصانة رفيعة بهذا القرار وأصبحت من صناع القرار لأنها عضو في مجلس الشورى وهو ما يماثل البرلمان في العالم ومن ثم تلقائيا ستسهم في ما تتطلبه المصلحة العامة من قرارات وحدودها وضوابطها. إضافة إلى أحقية الترشيح للانتخابات البلدية والتصويت لاختيار المرشحين وهي هنا وهناك ستصبح الرقيب الذي يتابع أداء الوزارات والأجهزة الحكومية ومحاسبتها على التجاوزات والأخطاء وربما تصل بعدها في الطريق إلى مجلس الوزراء باعتبار أن اختيار ولي الأمر يتم في الغالب من مجلس الشورى، وفي الغالب أيضا لأنه يمثل النخبة من الكفاءات الوطنية.
سنة أو أربع أو خمس سنوات لا تمثل شيئا في عمر الشعوب ومن ثم فإن دورة مجلس الشورى المقبلة ستكون ذات نكهة خاصة، كما أن انتخابات المجالس البلدية المقبلة بطعم خاص لأن المرأة ستكون هنا في يومها: يوم الوطن؟!

* مستشار إعلامي
ص ب: 13237 جدة: 21493
فاكس: 026653126
Hamid-abbas@yahoo.com